校园记忆

您所在的位置: 首页 > 系友之家 > 校园记忆

感染 | 哈穆德·尤努斯教授的中国记忆

عَدْوَى

 

       每当“传染”这个词浮现在我脑海里时,我就会不断地问自己什么会传染?什么不会传染?传染是正面的还是负面的?人与人之间的传染是否仅限于感官和物质层面,还是已经延伸到了道德和心理层面?

    也许最像传染的事情就是打哈欠。如果有一个人困了累了,在别人面前打哈欠,那么这个哈欠就会以惊人的速度传染到一群看着他打哈欠的人身上,哈欠一个传一个,最后变成了群体性感染,结果就是每个人都张着嘴打着哈欠。

    虽然这件事看起来既可笑又简单幼稚,但在我看来这确是事实。但其实打哈欠不是唯一会传染的东西,还有很多其他有传染性的东西,比如笑会传染,哭会传染,动作姿势也会传染等等。还有由病毒引起的传染,进而导致疾病和流行病的传播,时时处处都在发生着,最近最常见的便是新冠病毒。

    传染可能是负面的,也可能是正面的。负面的比如那些致病的传染,或者导致懒惰、冷漠、依赖、拖延和疏忽的传染。正面的则比如勤奋、积极、活力、创造力和思考的感染。也就是说传染可能是物质层面的,也可能是精神层面的,可能是好的也可能是坏的。

    毫无疑问,所有人都应该努力传播正面的,拒绝负面的,这样社会才能发展,国家才会繁荣。而这就是我在北大亲眼所见,亲身经历的,尤其是勤奋的感染。每个人都很努力,每个人都在不停奋斗,这里几乎找不到很闲的人,大家都在说着:“我很忙”或者“我没有时间”。

    学生们一天的时间都被听课、复习、做作业、参加各类活动、运动和吃饭等事情安排的满满当当。

    教授们也忙于讲课、备课、参加学科活动和比赛、科研、创作和出版等工作。

    行政老师们也兢兢业业、各司其职,全心全意为北大服务,使北大从国内外高校中凸显出来,展现出应有的水平和地位。

    这就是勤奋的感染,活力的感染,积极的感染,真诚的感染,竞争的感染,正是这种感染让北京大学可以同世界其他知名高校一争高下,在全球高校中名列前茅。

 

َطَرتْ ببالي هذه الكلمة "عدوى" فرُحْتُ أتساءلُ بيني وبين نفسي عن الأشياء التي تنتقلُ بالعدوى، وعن الأشياء التي لا تنتقل بها، وهل العدوى سلبيةٌ أم إيجابية؟ وهل تقتصرُ العدوى بين الناس على الأشياء الحسية والمادية فقط، أم تتجاوز ذلك لتصل إلى الأمور المعنوية والنفسية كذلك؟.

   لعلَّ أقربَ شيءٍ يذكِّرُنا بالعدوى هو التثاؤب، فعندما يتثاءبُ أحدُهم أمام الآخرين من نُعاسٍ أو تعبٍ أو غيره، فإن عدوى هذا التثاؤب تنتقل بسرعة عجيبةً إلى الناظر إلى ذلك المتثائب إن كان واحداً، أو إلى الناظرين إليه إن كانوا مجموعةً، وقد يصبحُ الانتقالُ تدريجيا من واحدٍ إلى آخر، فكل واحد يُعدي غيره حتى تتحول العدوى إلى عدوى جماعية، وتجد الكلَّ يفتح فمَهُ متثائباً.

ومع أن هذا الأمر قد يبدو مضحكاً وبسيطا وساذَجاً، إلا أنها هي الحقيقة فيما أظنُّ، ويؤيدُه واقعُ الحال، ولكنّ واقعَ الحال يؤكدُ أيضا أن التثاؤب ليس هو الشيءَ الوحيدَ الذي ينتقل بالعدوى، لا بل إن ثمةَ أشياء أخرى كثيرة جدا تنطبق عليها صفة العدوى، وتقعُ تحتها، فهنالك عدوى الضحك، وعدوى البكاء، وعدوى الإشارات والحركات، وغير ذلك من أشكال العدوى، إلى أن نصلَ إلى العدوى الخطيرة والمُمْرِضة، التي تسببها الفيروساتُ، فتؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، وهي كثيرةٌ ومنتشرةٌ في كل زمان ومكان، ولعلّ أحدثَها وأكثرها شيوعا وانتشارا في أيامنا هذه هو فيروس "كوفيد 19" السيء الذِّكْرِ.

والعدوى قد تكون سلبيةً، وقد تكونُ إيجابيةً، فإنْ كانتْ فيما هو شرٌّ فهي سلبيةٌ وسيئةٌ، كتلك التي تسبب الأمراض مثلاً، أو تلك التي تدفَعُ إلى الكسَلِ، وفُتورِ الهمَّة، والتواكلِ، والتقاعُسِ، والإهمالِ وغيرها، وإن كانت فيما هو خيرٌ فهي إيجابية ومفيدةٌ كعدوى العمل والنشاط والحيوية والإبداع والتفكير ونحوها، وهذا يعني أن العدوى قد تكونُ فيما هو ماديٌّ، وتكون فيما هو معنويٌّ أيضا، ومنها الجيد ومنها السيء.

ولا شكّ في أنّ على الناس في المجتمعات كافةً، أنْ يسعوا إلى انتشار العدوى الإيجابية فيما بينهم، ونَبْذِ العدوى السلبية، حتى ترتقي مجتمعاتُهم، وتزدهرَ بلدانُهم، وهذا ما رأيتُهُ وعرفتُه وعايشتُه وعملتُ به في جامعة بكين، ولا سيما عدوى العمل في هذه الجامعة العريقة، فالجميعُ يعملُ بكلّ دَأْبٍ ونشاط، والكلُّ يسعى بهمةٍ لا تعرفُ الكلَلَ، وبحيويةٍ لا تعرفُ الملل، ولا تكادُ تجدُ عندَ أحدهم وقتَ فراغٍ إلا قليلا، وكثيراً ما تسمع منهم عبارة:" أنا مشغول" أو عبارة:" ليس عندي وقت".

  فالطالبُ موزَّعٌ وقتُهُ ما بين حضور المحاضرات، إلى مراجعة الدروس والمذاكرة، إلى عملِ الواجبات الدراسية، إلى حضور بعض الفعاليات أو الأنشطة الثقافية، إلى ممارسة بعض الرياضات، إلى تناول الطعام، ونحو ذلك مما يستنفِدُ وقتَهُ طوالَ النهار.

وتجدُ الأستاذ منهمكاً في إلقاء محاضراته، وقبل ذلك بالتحضير لها وإعدادها، وبالمشاركة في الفعاليات والمسابقات الثقافية والعلمية، والاهتمام بالبحث العلمي، وبالتأليف والنشر، وغير ذلك كثير.

وترى الموظفين الإداريين وقد تفرغوا لأداء أعمالهم كل في موقعه، والتزموا بخدمة الجامعة بكل منتسبيها، حتى تظهرَ الجامعةُ بالمستوى الذي يليقُ بها، وتأخذ مكانتها المتميزة التي تستحقها بين الجامعات الأخرى داخل الصين وخارجه.

إنها عدوى العمل، وعدوى النشاط، وعدوى الهمة العالية، وعدوى الإخلاص، وعدوى المنافسة، التي يسعى إليها كل من يعمل في جامعة بكين، هذه العدوى الإيجابية التي جعلت جامعة بكين تنافس أشهر الجامعات في العالم، وتحتل مراتب متقدمة جدا في التصنيفات العالمية للجامعات.

 

 

文|哈穆德·尤努斯教授(博士)

译|季雨婷、孔雀