热点新闻

疫情之下 | 哈穆德·尤努斯教授的中国记忆

图为哈穆德教授在排队进行核酸检测(右一为哈穆德教授)

哈穆德教授的中国记忆

 

“新冠”已经肆虐两年,哈穆德外教来北大已经两年半,这段时间的经历让他难忘,请看他的回忆。

 

حَجْرٌ صِحِّيٌّ

الزَّمان:نهاية عام 2019.

المكان:جامعة بكين.

انتهى الطّلَبة من امتحانات الفصلِ الأول للعام الدراسيِّ 2019/2020 بعد أشهرٍ من الدراسةِ والجِدِّ والاجتهاد، وها هي إجازةُ نصفِ العامِ تعلِنُ بَدْءَ فترةٍ من الراحةِ والاستجمامِ والسياحة والتقاط الأنفاسِ استعداداً للنصف الثاني من العام الدراسي، وها همُ الطلبةُ اليومَ يستعدُّونَ لمغادرةِ الجامعةِ كلّ إلى مدينتِهِ، للقاءِ الأهلِ والأحبة، والخِلَّانِ والأصدقاء، والاحتفالِ بعيدِ الربيعِ الذي يتزامَنُ مع عطلة منتصفِ العام، والفرحُ يغمُرُهم، والابتساماتُ تزيِّنُ وجوهَهُم، كيفَ لا وهم أمامَ فرحَتَيْنِ: فرحةِ الانتهاء من الدراسة وبدء إجازةِ نصفِ العام، وفرحةِ عيد الربيعِ الذي يُعَدُّ العيدَ الأهمَّ والأبرزَ عند الصينيين.

وما هي إلا أيامٌ قليلةٌ حتى بدأتْ تتسرَّبُ أخبارٌ من هنا وهناكَ، عن وجودِ مرضٍ جديدٍ، أخذَ ينتشر في مدينة ووهان الصينية، ولكنَّ تلكَ الأخبار لم تكنْ مؤكَّدةً بَعْدُ، وإنما هي مجردُ أخبار وأنباء قد تكونُ صحيحة وقد تكونُ غيرَ صحيحة، ولكنّ وجوهَ الناس كانت تُنْبِئُ بشيءٍ من القلقِ والخوف، فلم تَعُدِ الوجوهُ هي الوجوهُ، ولم تعد الابتساماتُ هي الابتساماتُ، وقلَّتْ حركةُ الناس في الشوارع، وخفَّ الازدحام في الأسواق وفي محطات المترو، وخَلَتِ الحدائقُ والمُتَنَزَّهاتُ من مُرتاديها أو كادتْ، وخيَّمَ كثيرٌ من الصمتِ على الأمكنة والأزمنة والأشياء، حتى لكأنَّ على رؤوسِ الناس الطيرَ، وهذه أشياء غريبةٌ عن مدينة بكين، وغيرُ مُعتادةٍ فيها، فهي المدينة التي تَضِجُّ بالحياة في كلِّ وقت، وتَعْمُرُ بالفرح في كلّ أَوان.

الأحداثُ تتوالى بسرعةٍ عجيبةٍ، والقيلُ والقالُ يَسْري بينَ الناس كالريح الغاضبة، والدِّعاياتُ الملونةُ بكلِّ الألوان تنتشرُ بين البشر انتشارَ النار في الهَشيمِ، والناسُ ما بين مُصَدِّقٍ ومُكَذِّبٍ، والجميعُ في هَرْجٍ ومَرْجٍ، والأمرُ يحتاجُ إلى قرارٍ حاسمٍ، وإلى قولٍ فَصْلٍ، وها هو القرارُ يَصدُرُ فعلاً عن الحكومة الصينية التي قرَّرت إغلاقَ مدينة ووهان، فلا خروجَ من المدينة، ولا دخولَ إليها، وذلك لأن ثمّةَ فيروساً جديداً غامضاً بدأ ينتشرُ في المدينة، وقد ينتشر خارجَها أيضا، وهذا يعني أن الناس أمامَ مرحلةٍ جديدة، وأمامَ وَضْعٍ جديدٍ عليهم أن يستعدُّوا للتعايش معه لزمنٍ قد يطولُ وقد يَقْصُرُ، ولاسيما أن الفيروس بدأ ينتشرُ بالفعل خارج مدينة ووهان.

واستنفَرَ الجميعُ، الحكومةُ والمواطنونَ والمقيمونَ، وأعلنوا بدءَ المعركة في مواجهة هذا الفيروس، الذي أخذ الكلامُ عنه يأخذُ أشكالاً شتّى، فمِنْ قائلٍ: إنه فيروسٌ بسيطٌ وضعيفٌ وليس قاتلاً، ومن قائلٍ بعكس هذا، وهو أنه فيروسٌ فتّاكٌ وقاتلٌ وخطيرٌ، ومن قائلٍ: إنه سريعُ الانتشار، إلى من ينقضُ هذا القول فيرى أنه بطيءٌ في انتشاره، وكلامٌ من هنا وكلامٌ من هناك، ولكنّ الحقيقةَ الوحيدةَ والثابتةَ الآن والتي لا يكاد يشكُّ فيها اثنان، هي أن الناسَ جميعاً أمام حياةٍ جديدةٍ، عليهم أن يُوَطِّنوا أنفسَهم على التعايُشِ معها، وأمامَ ظَرْفٍ طارئٍ، ينبغي على الجميع التأقلُمُ معه.

وبدأت التعليماتُ الحكوميةُ تتوالى شيئاً فشيئاً، والناسُ في ترَقُّبٍ وحذرٍ شديدَيْنِ، فلا بدَّ من ارتداء الكِمامةِ في الأماكنِ العامة، ويجبُ على الجميع أنْ يحرصوا على التباعدِ الاجتماعي، والاهتمام بالنظافة العامة والشخصية، واستخدام المُعقِّماتِ، إلى أن وصلَ الأمرُ بعد فترة ليستْ بالطويلة إلى إقرارِ الحجر الصحي على نطاقٍ أوسَعَ في مختلف المُدُنِ الصينية، فالاختلاطُ بالآخرين أصبحَ هو السببَ الرئيسيَّ في انتشار هذا الفيروس ولذلك ينبغي الحَذَرُ في الحركةِ والتنقُّلِ من مكانٍ إلى آخر، وعدمُ الخروج إلا للضرورة القصوى.

وهيَّأت الجهاتُ الرسميةُ سُبُلَ العيشِ، ومستلزمات الحياة في ظلِّ هذا الحَجْر من طعامٍ وشرابٍ ودواء وغيرها، وهذا ما فعَلَتْهُ جامعة بكين، التي تحوّلَتْ إلى خَلِيةِ نَحْلٍ، برئيسها، وعمداء كلياتها، وإدارييها وموظفيها، تعملُ بكلّ دَأْبٍ ونشاطٍ، وتصلُ الليلَ بالنهارِ في سبيلِ تقديمِ أفضلِ الخدمات لمَنْ بقيَ من الكلاب داخلَ الجامعة، ولا سيما الطلاب الأجانب الذين لم يسافر القسمُ الأعظمُ منهم إلى بلدانهم، وكذلك الخبراء الأجانب الذين يعملون في الجامعة، والذين بقي قسمٌ كبيرٌ منهم داخل الجامعة في عطلة منتصف العام، وقررت الجامعة وكذلك مختلفُ الجهاتِ التعليميةِ في الصين أن يكونَ التعليمُ في الفصل الدراسي الثاني تعليماً عن بُعْدٍ، من خلال الشابكة (الانترنت) فوفَّرت الجامعة سُبُلَ نجاحِ هذه التجربة بكلِّ كفاءةٍ واقتدارٍ، من أجهزةٍ وحواسيبَ وبرامجَ وتطبيقاتٍ مختلفة، حتى يتمكَّنَ الجميعُ من أداء عملِهم بكلِّ مهارةٍ وإتقان.

ولم تقتصرْ خدمات جامعة بكين على تسهيل أداء المهمة التعليمية فقط، وإنما تجاوزت ذلك إلى الاهتمام بالطلبة الصينيين والمقيمين، وبالأساتذة الصينيين والأجانب، على حدٍّ سواء، ترعى شؤونَهم، وتهتمُّ بحياتهم اليومية، وتعتني بصحتهم، وكثيرةٌ هي الاتصالات الهاتفية التي كان يتلقاها الخبراءُ الأجانب للاطمئنانِ عن صحتهم، وكثيرةٌ هي أدوات التعقيم والكمامات والأطعمة المقويةُ للمناعة وغيرها كثير، مما كان يُوزَّعُ مجاناً على الجميع، طلاباً وأساتذةً. 

واستمرَّ الحَجْرُ الصحيُّ طوالَ الفصل الدراسيِّ الثاني، ومع أنه كان ثقيلاً وصعباً بعضَ الشيءِ، وذلك لأن جوهرَ التعليم وعمادَهُ الأساسيَّ يتجلّى في التواصل المباشرِ بين الطالب والأستاذ، ولكنْ وكما يقالُ: الضرورةُ لها أحكام، وعلينا أن نخضعَ لهذه الأحكام أحياناً، وهذا ما كان فعلاً، ولكنَّ القائمين على جامعة بكين حاولوا بكلِّ جهدٍ واقتدارٍ وحبٍّ، التخفيف من صعوبات العمل في ظروف الحجر إلى أقصى مدى ممكن، وذلك من خلال توفير المناخ المناسب للعملية التعليمية، وتهيئة الظروف الملائمة لنجاح هذه العملية، وذلك لأن صعوبةَ العمل أو سهولتَهُ ترتبطانِ إلى حدٍّ كبيرٍ بالظروف المحيطة به، وبالشروط المهيِّئةِ له، فإنْ توفَّرت الظروف المناسبة، والشروط الملائمة سَهُلَ العملُ حتى لو كان صعباً، وإن غابت تلك الظروف والشروط صَعُبَ العمل حتى لو كان سهلاً، فشكراً جامعة بكين، شكراً لك من القلب، فأنتِ التي جعَلْتِ الصعبَ سهلاً، والعسيرَ يسيراً.

 

(中文译文)

             

  防疫隔离

  时间:2019年年底

地点:北京大学

 

学生们经过数月的努力学习,结束了2019-2020学年第一学期的考试。他们迎来了寒假,养精蓄锐,为下半学年做准备。他们如今离开学校,各自回到家乡,走亲访友,庆祝春节。他们脸上洋溢着欢笑——更何况他们有两种喜悦:学期结束假期开始的喜悦,和中国人最重要的节日春节到来的喜悦。

仅仅过了几天,传出来一个消息:一种新型疾病从武汉蔓延开来。但这个消息尚未得到证实。无论真假,总之人们脸上泛起些许焦虑和恐惧。人们神色大变,笑容不再,街上的行人少了,市场和地铁站不那么拥挤,公园和花园几乎空无一人,寂静笼罩着一切时空,一切事物,静得好似鸟儿可以站在人的头顶。对于北京这样一座时刻充满生机和欢乐的城市,这可真是不同寻常。

形势以惊人的速度发展,流言飞传,各式各样的宣传如燎原之火蔓延开来,人们真假难辨,人群混乱不堪。当时的情况亟需一个果断的决定,于是中国政府宣布武汉封城,这是因为一种不明来源的新病毒已经开始在武汉传播——也有可能传出了武汉。这意味着人们面临着一个新阶段、新形势,他们要准备好长期或短期与病毒共存,特别是在病毒的确开始在武汉以外传播之后。

从政府到居民,所有人都动员起来,宣布与病毒做斗争。人们对病毒议论纷纷,有人说这种病毒很弱且不会致死,有人说的正好相反,这种病毒是致命而极其危险的;有人说,这种病毒传播得很快,也有人说它传播得很慢。众说纷纭,唯一毋庸置疑的事实是,所有人都将面临一个新的生活,都要与病毒共存,在紧急情况面前,每个人都应当去适应。

政府的指示逐渐得到执行,人们期待恢复常态,也非常谨慎。所有人在公共场所都要佩戴口罩,保持社交距离,注意公共和个人卫生,并使用消毒剂。过不多久,在中国的各个城市进行了更大范围的隔离。鉴于与他人的接触成为这种病毒传播的主要原因,人们的活动和出行需要倍加小心,非必要不外出。

图为哈穆德教授在排队进行核酸检测

北大的管理部门准备好了隔离生活的必需品,包括食品、饮料和药物等,学校仿佛变成了蜂巢,各种物资一应俱全。校长、院长、行政职员,每个人都夜以继日地勤奋工作,为留校的人员提供最好的服务,尤其是外国学生和在学校工作的外国专家——他们中的大部分人寒假并未回国而是留在学校。北大和中国许多其他教育机构决定在下学期通过网络采用线上远程教学的方式。学校尽力为这次尝试提供了多种实现途径,师生可以通过不同的电脑、不同的程序、不同的应用软件参与线上教学。

北大不仅局限于完成教育教学任务,还关注中外师生们的生活。外国专家接到许多电话询问他们的健康情况;师生们发到许多免费的消毒剂、口罩和增强免疫力的食品等物资。

第二个学期持续隔离,这带来了一定的困难和压力,因为教育教学根本上要靠师生的直接交流来完成,但正如人们所说的那样:规制是必要的,人们有时需要服从规制。北大的负责人以其努力与大爱,通过为教育教学过程营造氛围、提供合适的条件,最大限度地减轻了隔离造成的困难。工作的难易度与周围环境和准备工作密切相关,如果有合适的环境,适宜的条件,即使困难的工作也可以变得简单;但若没有这些,即使简单的工作也会变得困难。

感谢北大,由衷地感谢。你让困难变简单,你让坎坷变通途。

 

 

文 | 哈穆德·尤努斯教授(博士)

      北京大学外国语学院叙利亚籍专家

译 | 夏铁木